دخل الإنسان القرن الحادي والعشرين حاملاً معه عبئاً ثقيلاً من المشكلات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية المعقدة، منها ماهو قابل للحل بعد جهد وتكاليف كبيرة ومنها ما هو خطر وشديد التهديد ولا يمكن حله بسهولة. وأمام هذه الأعباء أعتلت صحة الإنسان النفسية كما أعتلت صحته الجسمية سابقاً ، لذا أصبح الاهتمام بصحة الإنسان النفسية لا يجب أن تقل رعاية وعناية عن الأهتمام بصحته الجسمية بإعتبار أن الإنسان وحدة واحدة تعبر عن التكامل الجسدي والنفسي والاجتماعي في كل لا يتجزأ . تحقق الصحة النفسية عندما يتمكن الإنسان من بناء علاقاته الاجتماعية بشكل فعال، ويتمكّن من التوافق والاندماج مع أفراد مجتمعه، وعندما يستطيع تكّيف حياته الخاصة مع الظروف المعقدة والمتنوعة للمحيط الذي يسكنه ، وعندما يتمكن بالإضافة إلى ذلك من تقرير مصيره الفردي وتحقيق التوازن بين إمكاناته البيولوجية الوراثية و النفسية والجسدية.